30 يوليو، 2010

قشرة بزر


"نحن الشعوب العربية نعد اكثر الشعوب عرضة للاستفزاز, بالعربي "دمنا حامي" ".

دائماً ما اقول هذه الجملة لصديقي "العصبي", "انتا بتهوالك بقشرة بزر" , بصراحة كلنا كشعوب نعاني من هذه الظاهرة,نغضب بسرعة ونستعر و "نهبرج" لكن المشكلة أن نيراننا تطفىء بشكل اسرع !

قبل يومين وصلتني دعوة على "الفيس بوك" , للإشتراك بجروب للمطالبة بإغلاق صفحة تدعو الى حرق القرآن في الحادي عشر من سبتمبر, بصراحة لم القي لها بالاً, اعتقدت أنها مثلها مثل اي جروب اخر, مجرد حكي فاضي.

في اليوم التالي قرأت خبراً على احد المواقع الالكترونية الاردنية, مفاده ان قساً يدعى "تيري جونز" ينوي بالفعل حرق القرآن في اليوم المذكور, بل انه يدعو ايضاً إالى جعل هذا اليوم يوماً عالمياً لحرق القرآن.

بدأت بصراحة تصديق الموضوع, قمت بالبحث عن هذا القس, ووجدت صفحة خاصة به, اسمه تيري جونز , قس متعصب يرأس كنيسة في فلوريدا تسمى "كنيسة العهد الجديد على أساس الكتاب المقدس", يدعو إلى " تقديم التوعية للناس عن مخاطر الإسلام, وأن القرآن الكريم يقود الناس إلى جهنم, ويريد أن نرجع القرآن إلى مكانه الأصلي: النار" . وله كتاب منشور بإسمه بعنوان " الإسلام هو الشيطان".

اعادني هذا بالذاكرة إلى احداث الرسوم المسيئة للنبي (ص) , اتذكر ثورتنا, مقاطعتنا ثم نسيان الموضوع و كأنه لم يكن, كما ذكرت سابقاً نثور بسرعة و ننسى بسرعة.

المشكلة في أننا نعطي وزناً و قيمةًً لمن لا يستحق,ونجعله جديراً بالملاحظة, و بالتالي نحقق له مراده, في ايام الرسوم المسيئة ,صببنا جام غضبنا على الحكومات الإسكندنافية, لم ندرك ساعتها أن الحكومات "مش طالع بإيدها إشي" الرسوم في قانونهم تقع تحت حق التعبير عن الرأي المقدس لديهم, لا عندنا !

لكن فجأة "بطلعلك واحد " و يقول ما دام لديهم حرية التعبير كما تقول , لم يمنع اي تشكيك في الهولوكوست ؟؟. و كالعادة هذا الواحد يسند ظهره الى الخلف و يرفع راية النصر في النقاش !

بكل بساطة الهولوكوست مستثنى من حرية التعبير بسبب ضغط اللوبيات الصهيونية, طريقة العمل السياسي هناك واضحة و سهلة, الاقوى هو من يحدد قواعد اللعبة, لك أن تتخيل لو كان لدينا لوبي عربي فعَال, و هو ما يجب أن نمتلكه نظراً لكمية استمارتنا الضخمة لديهم, لك أن تتخيل ما كانت ستفعله الحكومات الاسكندنافية باصحاب الرسوم.

الان جل ما أخشاه أن يقدم هذا القس على فعلته, فتعود ثورتنا تشتعل بسرعة ! و تنطفىء بسرعة ! ولا ننال شيئاً مما نريده , الحل في هذا الموضوع في رأيي المتواضع "إنَأ نزبله هالعنصري ", و عندما يرى أن لا فائدة مما سيفعله, فسوف ينتهي خبره, و لن يرمى في مزبلة التاريخ حتى , لأنه لن يكون له ذكر أو قيمة !

كل يوم تخرج عشرات الكتب و المقالات و الرسومات التي تسيء لنا كعرب و مسلمين, لكننا لا نسمع بها, و لا يصلنا عنها اي شيء , فتموت في مهدها ! و يموت معها هدفها في استفزازنا !

بكل بساطة علينا أن نتعامل مع "قشرة البزر" هذه بحكمة وأن لا نسمح لها " بالتهوية" علينا ! لا كما يفعل صديقي "العصبي".

Mo2a8t



هناك 3 تعليقات: