28 يوليو، 2010

نتائج بحث جوجل (1) "شرف"


"عندما يتملكني الملل, ولا اجد ما افعله, فإني عادة ما اتصفح موقع جوجل , اكتب كلمة عشوائية, و اقرأ اكثر المواضيع شعبية عن هذه الكلمة,
مما خلق لي فكرة مجموعة مقالات نتائج بحث جوجل"


اخترت هذه المرة كلمة "شرف", بصراحة ما حثني على اختيار هذه الكلمة هو حوار اجريته صباحا مع صديقي "الإشتراكي", عن ماهية الشرف, ما فتح هذا الموضوع لم يكن بالطبع عقولنا المتفتحة, كان بصراحة صراخ احدهم و هو يمر بجانب سيارة اخرى "#### شرفك".

على العموم, على ما يبدو من نتائج البحث, فإن كلمة "شرف" باتت مرتبطة بشكل غريب بكلمة "جريمة" !

فتحت موقع الويكيبيديا, تحت عنوان جرائم الشرف, ووجدت هذا التعريف:
"جرائم الشرف أو القتل بدعوى الشرف هي جريمة قتل يرتكبها غالباً عضو ذكر في أسرة ما أو قريب ذكر لذات الأسرة تجاه أنثى أو إناث في نفس الأسرة. حيث يقوم الجاني بقتل الإناث لأسباب تتعلق بخياراتهن في الحياة، ومن ثم يدعون أن هذا القتل تمّ لـ"الحفاظ على الشرف"، أو لـ"غسل العار".

راقني في هذا التعريف بصراحة عباراته المؤدبة نوعا ما, كعبارة "خياراتهن في الحياة", استعمال ممتاز للمصطلح, يعاقبن على خيارهن, يبدو ان كاتب هذا التعريف لم يزر يوما وطننا العربي الرائع, عندها لعرف اننا دائما ما نعاقب على خيارتنا, حتى تلك الخيارات التي لا نملك الخيار في اختيارها. (عارف إنها عجَقت!)

اذا" هذا العقاب مختص بخيار خاص, تجرأت احداهن على اتخاذه, وجهة نظري الشخصية في صحة اختيارها هذا ليست موضوع نقاش هنا, سواء كان خيارا صحيحا او خاطئا, المهم هنا هو تلك النتيجة التي تحصلها الأطراف من هذا الخيار.

لا اتخيل بصراحة بم كان يفكر ذلك الشخص الذي رخص لمشروع القرار 340 من قانون العقوبات, تلك المادة التي تمنح "أبو شرف" امتيازات خاصة عن باقي القتلة.

لا اتصور كيف يبرر اي انسان جريمة قتل ! كيف يلتمس لها عذرا !! كيف يبيح انتهاك النفس الانسانية بهذه البساطة, كيف ينال الحق في عقوبة مخففة لمجرد انه "غسل شرفه" !

المحير في الموضوع هو اننا كشعب نقدس الشرف بشكل كبير جدا, لكن هل نفعل حقا ؟؟ الم يسلب شرفنا منذ سنين طويلة خلت ؟ هل حقا بقي لنا من الشرف ما ندافع عنه, لا بل وما نذبح من اجله !

لست ادري بصراحة متى غدا الشرف محصورا في عذرية البنت او الاخت ؟؟ متى غدا الشرف محصورا في النساء ؟؟متى تخلى الرجال عن شرفهم وحملوه للنساء ؟؟؟

لكني و بصراحة التمس العذر للمجرم "ابو شرف", ليس بسبب "خطيئة" حاملة شرفه, لا بالطبع, بل لأن شخصا" تربى منذ نعومة اظفاره على أساس أن كل حياته, كل منصبه الاجتماعي محصور في "شرف" حريمه, أن أجل اهدافه وأعظم انجازاته في الحياة, هو ان يبقى شرف "سي السيد" مصونا !

شخص كهذا يبصر جميع اهدافه وحياته تنهار أمامه ! لا بد أنه سيقتل, لكن ليس حفظا" لشرفه, بل انتقاما" لنفسه !

أترككم مع هذه الفكرة الصغيرة, لو أن امرأة هي من قتلت هذا "الأبو شرف", لنفس حجته, هل سينظر لها بنفس المنظور, هل سيقدسها القانون و المجتمع كما يقدس حامي الحمى, وصائن العفاف, "أبو شرف" فارس زمانه ؟


Mo2a8t

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق