21 أكتوبر، 2011

من أنتم ؟؟؟؟




"لا يوجد عند العرب شيءٌ متماسك منذ بدء الخليقة...سوى القهر"
محمد الماغوط


البارحة امتلأت وسائل الاعلام بخبر مقتل القذافي, و كيف أن ليبيا تحررت اخيراً و أن الثوار تحرروا من
 الطاغية, و كيف أصبحت الحرية تدق على الابواب, بالفعل امتلأت وسائل الاعلام البارحة بهذا " الكلام 
الفاضي".

جل ما خلصت اليه من أحداث البارحة أننا كشعوب عربية في الاغلب لا زلنا نتخبط في عصورنا الجاهلية! و
 كيف أن الحرية لدينا ترتبط ارتباطاً مخجلاً بشريعة الغاب.

القذافي كان طاغية نعم, ازهق الالاف من الارواح, و قهر شعبا كاملا لاثنين و أربعين سنة بالتمام و الكمال, كلام منطقي لا يختلف عليه اثنان.

الشعب الليبي ثار في وجه الطاغية, في وجه الطغيان و الفقر و الجوع, كلام منطقي أيضاً لا يختلف عيه اثنان.
لكن ما شاهدناه البارحة بدا و كأنه لعبة كراسي موسيقية بين الضحية و الجلاد !

من يسمون أنفسهم بالثوار قبضوا على القذافي و نجله المعتصم قبل ان يعدموهما بدم بارد! في لحظة تجلت فيها البربرية العربية و ثقافة الهمجية.

حفنة من الراديكالين الاسلاميين وضعت يدها في يد عدوها الاكبر, ثم تناست مصير شعب باكمله, و قادت ليبيا الى المجهول !

عندما خرج القذافي في خطابه الشهير و صرخ من أنتم, الكل اعتقد أن الاجابة هي الشعب الليبي العظيم, الشرفاء الصامدون في وجه الدكتاتور.
أما البارحة فقد جلست مدهوشاً أتساءل فعلا من أ نتم!!!!
من أنتم با من حضرتم على ظهر دبابات الناتو لترتكبوا هذه الفظائع ! لتناقضوا كل ما ثرتم من أجله و لتجلسوا مكان الجلاد !
لا ينغي تحت أي ظرف أن يصبح الانتقام شرعاً و منهجية, ان يصبح القتل بدم بارد طريقاً لليبيا جديدة .





في الصورة الاولي القذافي لحظة القبض عليه حياً يتكلم مع اسريه, في الثانية القذافي وقد قتل برصاصة في جانب رأسه, ثم يخرج احدهم و يقول أن القذافي توفي متأثرا باصابته ! اصابة ترديه قتيلا فورا ! لا بعد ان يجر 

حياً امام من يسمون بالثوار.








في الصورة الاولى المعتصم نجل القذافي حيا و صدره يخلو من أي اصابات, اما في الصورة الثانية فلا تملك سوى ان تلاحظ ذلك الجرح الكبير في صدره, الجرح الذي كما يبدو نتج عن اطلاق النار من مسافة قريبة, جرح رصاصة الاعدام.

لست مع القذافي, لكنه كان يجب ان يجلب للعدالة, للقضاء قبل اعدامه, لا نتصرف معه كما كان كان يتصرف مع معارضيه.

ما حدث البارحة لا بد سيترك ندبا عميقا في تاريخ و مستقبل ليبيا, ولا يسعنا سوى ان نضع ايدينا على قلوبنا خوفا من هذا المستقبل, اذا كانت هذه البداية فالله وحده اعلم بما ستؤول اليه الامور.

لا يسعني أن اقول لمن ارتكبوا هذه المذبحة الوحشية البارحة, من يقودون ليبيا الى المجهول, لا يسعني سوى 
أن أقول لهم " من أنتم ؟؟ "

الوقت وحده كفيل بالاجابة, اجابة للأسف لا أتوقعها مفرحة.



Mo2a8t