19 يناير، 2011

كوفية


خطوط بيضاء و سوداء التقت
ترسم شكلا لكوفيِة
مربعاتها لا ترسم وطنا من الشطرنج
- كالذي باعوه لنا -
بل هي خريكة كنز
لحرية
هي لنا وجود
هي لنا هوية
تذكرنا دائما
انا مشرشرون كالزيتون
في القضية
ان السلام الذي صنعوه في اوسلو
كان حبكة مسرحية
اثبتت لنا دوما
ان الطريق لفلسطين
لا يمر عبر عتبات بيتهم الابيض
بل عبر فوهة بندقية

يتهموننا بالارهاب
ان دافعنا عن ارضنا و سمائنا
ان رفضنا ان يستعمر المهاجرون من اوروبا
صحرائنا
وان دافعنا عن اخر قطرة من الحليب
في صدور زوجاتنا
كنا ايضا من رعاة الارهاب
ان رفضنا تمزيق كرامتنا
و رميها للكلاب
كنا رعاة للارهاب
ان كتبنا شعرا ... ان قرأنا كتاب
كنا رعاة للارهاب
ان رفضنا ان يصنفنا الغرب
في فئة الذباب
كنا داعمين و مؤيدين للارهاب

ان رفضنا سلاما
ولد على فراش عاهرة
ان قلنا لا
لمجلس امن تحكمه القياصرة
ان اردنا ارجاع عبق الورد
ليافا و الناصرة
كنا رعاة للارهاب

لكأن الرهاب في معجمهم
لفظة مرادفة للاعراب
وصارت امريكا عندهم
هي الله
لها جنتها و نارها
وبيدها الثواب
و بيدها العقاب
تقطع بلادنا كيف شاءت
متى شاءت
حيث شاءت
و كأنها قصَاب !!
نظام عالمي جديد يفرض علينا
ليس جلبا للديموقراطية
انه – حقا – اغتصاب !!

اه علينا يا زمان
الاسى صار خمرا
و قلوبنا باتت اناء
سرقو منا قراننا و مصاحفنا
رسموا الشحوب
على وجه مريم العذراء
وبات كل يوم في تاريخنا
كربلاء
بتنا اسودا برية
تخاف من فئران
ماتت الرجولة فينا
فكلنا خصيان
بلعنا الهزيمة كأنها قرص اسبيرين
و جلسنا في بيوتنا عاقرين
نلعن الزمان ..... و نلعن حزيران
ونلومه عل ما جلب من الهوان !!
و بلادنا اصبحت دكان !!!
يشترون منه سكوتنا
فتارة يقصفون غزة
و تارة لبنان
وتارة يجتاحون بغداد
يسرقون منها فرح الصغير
و ليلة الميلاد
يمنعون خطبة الجمعة في الرصافة
وقداس الاحاد

اه على امة لم يبق بها
لا قحطان و لا عدنان
فكلهم قد ماتوا
و خلفوا نسوان !!!


Mo2a8at

16 يناير، 2011

عقبال العزابية



" وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ "
أحمد شوقي

و اندلعت الثورة في تونس ! أخيراً, نرى شعباً عربياً يرفع رأسه و يرفض حكم المخابرات و البوليس , أخيراً !!

لم اتخيل يوماً أني سأكتب هذه الكلمات, على الاقل ليس بهذا العمر ! شعب عربي ثار ! و انتصر ! و طرد الدكتاتور خارج اراضيه ! لا زلت اعتقد اني اشاهد احد الملاحم القرطاجية ! لكن من حرر الشعب هذه المرة ليست افيال هانبيال , بل نيران بو عزيزي .

فعاها التوانسة , الان - و لأول مرة - اكاد اموت توقاً الى القمة العربية التالية, عندما يقبل الرئيس التونسي الجديد, الحاكم العربي الشرعي الوحيد و يرفع رأسه بين " البقية" , أريد ان ارى النظرة التي سترتسم على وجوههم , لأنهم باتوا يدركون " انهم مش مطولين".

عندما اشعل بوعزيزي نفسه, لم يكن يدرك ان نيرانه ستأكل جدران قصر بن علي, و ربما قريبا جدران قصور اخرى "قولوا انشالله".

المشكلة انه في اغلب المزارع الشخصية للاقطاعيين العرب , فان الشعب لا يجد ما يكفي من الكاز كي يحرق نفسه و يعلن ثورة ! لأنه بكل بساطة هناك طرق ارخص للانتحار ! و هم يتبعونها يومياً, لكن كما يبدو فان الاقطاعيين الذين طالموا حكموا بالنار و الحديد قد كتب الله عليهم ان يشربوا من نفس الكأس, فتسقط عروشهم حرقا ً .

عندما سقط صدام فان احدا من هؤلاء لم يأرق ليله, لأن من أسقطه هي حبيبتهم و كبيرتهم , فلم يخف احد !
لكن عندما سقط بن علي ارتعبوا ! لأن من أسقطه هم الحكام الحقيقيون ! الشعب .

لذا بدأ الجميع يسارع لكي " يلحق حاله" بدأت الاصلاحات الوهمية تعم الارجاء ! بس انشالله ما يضحكوا عا حدا فيها !

تونس تزوجت الحرية , و المهر كان بو عزيزي و رفاقه.
تونس تزوجت الحرية, و عقبال عند العزابية !

Mo2a8at