12 أغسطس، 2010

خواطر من أجل حرية


"ليس من عادتي أن اكتب عن موضوع ما بجدية مفرطة, لكن أحياناً يجبرك الموضوع على الجدية"

أقبل شهر رمضان المبارك, و أقبل معه السيل الجارف من المسلسلات و البرامج "الرمضانية", و التي لا يمكن وصفها سوى بأنها هراء تام ! بلا أي فائدة ترجى, و بدون أي هدف او غاية.

على كل حال هذا ليس بموضوع جديد, فهذا الجنون الرمضاني أصبح عادة سنوية, لكن في رمضان الفائت برز برنامج بشكل لافت, كان له صدى واسع لا تناله البرامج الهادفة عادةً, كان هذا برنامج "خواطر" لمقدمه أحمد الشقيري, البرنامج كان في جزئه الخامس و كان يزور اليابان, مقدماً مثالاً يحتذى لنهضة شعب من تحت الرماد .

لا أخفيكم أني كنت منتظراً لما سيقدمه البرنامج هذا العام, لكنه كما يبدو سيكون مخيباً للآمال "آمالي على الأقل" .

البرنامج يتحدث هذا العم بشكل أساسي عن النهضة الاسلامية بشكل عام في القرون الوسطى, و ما قدمه علماء المسلمين للحضارة الإنسانية من اختراعات و نظريات, ومقارنة كل هذا بالتخلف الذي كان يعيشه الاوروبيون في ذلك العصر.

المشكلة أن هذا الموضوع طرح آلاف المرات قبل هذا, لا تفهموني غلط, أنا لا انقص من تاريخ احد, و لا أحجم تاريخاً بهذه العظمة, لكنه كان و سيبقى تاريخاً, نبكي على أطلاله.

المشكلة أننا لا نزال نعيش على ذكريات الماضي, معتقدين أننا سنعود كما كنا اذا اتبعنا درب الاولين ! نفكر مثلهم و نعمل مثلهم ! ناسين او "متناسين" أنهم عاشوا في عالم اخر و زمن اخر و "نهضة اخرى" .

كل ما يفعله البرنامج هذا العام أنه يسلي شعوباً لا تقرأ و لا تفكر إلا بما يأمر به "الكبار" - الله يخليهم- , و نسي الجميع أن من نهض في القرون الوسطى كانت الشعوب, الشعوب الحرة التي ترفض الإملاء , الشعوب التي تقول ما تشاء وقت ما تشاء دون أن تضطر لأخذ الإذن من "الكبار".

في زمن تحاسب فيه الكلمة, و يخضع كل انجاز لتدقيق سلطة دينية ترفض أي شيْ يتعارض مع تعاليم فرضت على الشعب و ما أنزل الله بها من سلطان, في زمن نرفض فيه أي نظرية أو فكرة أو اختراع لمجرد أن صاحبه قد تكون أمه يهودية!, في زمن كهذا لا ينفع التذكير لا بالإدريسي ولا بإبن الهيثم !

خواطر العام القادم يجب أن تكون "خواطر من أجل حرية"

اترككم مع جملة غرد بها احد اصدقائي بالإنجليزية :

The first step towards development is freedom of speech, DO NOT underestimate the power of a Free Word


Mo2a8t

هناك تعليقان (2):

  1. أنا شفت حلقة من البرنامج اليوم هو مش هدفه يرجع أمجاد الماضي بل يقارن الحاضر بالماضي ويورجيك التخلف اللي بنعيشه حالياً يعني فكرة جيدة وممكن تكون محفزة

    ردحذف
  2. مقال اكثر من رائع :)

    ردحذف