27 نوفمبر، 2010

تكسي كل يوم " هايبرد"


" غازات عوادم السيارات كانت لتملأ الارض منذ زمن طويل, لولا ذلك الفراغ الموجود في رئاتنا ! "

صعدت مع سائق التكسي كالعادة متوجها الى وجهتي المعتادة, مررنا بذاك الطريق الذي يضج بمعارض السيارات , واذا بالسائق يتنهد تنهيدة طويلة كأنما خرجت من اعماق صدره, " ااااخ , ولا ياعمي, ملايين صافة على الطريق, تخيل لو كل سيارة نص تنكها مليان بنزين ! صدقني لنصير نصدر بنزين للسعودية "

- "خلي الشعب يعيش" هكذا نطق - المتفصحن- الذي يكتب هنا, لم ادري أني بهذه الكلمة قد فجرت بركانا و أطلقت له العنان !

-" من وين بدو يعيش هالشعب المسخمط يا زلمة ! هو احنا لاقيين ناكل عشان نجيب مرسيدس ! بعرضك اسكت !"
و انطلق السائق "يا زلمة بدي افهم من وين بجيبوا المصاري ! من وين ! انسى حق السيارة ! الله يخلي البنوك, من وين بجيبوا حق البنزينات !"

تفصحنت مرة اخرى و قلت " ما هو في سيارات هايبرد, بدهاش بنزين هاي "

- "اسكت بعرضك !! ما هومه رجعوا غلوها و رجعوا فرضوا عليها الجمارك ! شافوا العالم مرتاحةو قالوا لازم #@@ عيشتهم !و شو فيها يعني لو يسمحولي اسوق سيارة هايبرد تكسي ! بوفر بنزين انا و بوفر على هالبني ادمين ! و بنظف البلد !"

- غردت مجددا " من شو بدك تنظفها ؟؟"

- " من الهوا الوسخ يا رجل ! دولته لغى الضرايب على الهايبرد شاف الشعب ارتاح رجع رجعها !"

- " ما هو الحكومة بتنزنق هيك يا زلمة ! من وين بدها تصرف علينا من غير ضرايب ؟! "

-" همو يرتاحو و احنا الله لا يردنا يعني؟؟ " اردفها السائق بنفرة غضب .

-عندها نسيت ان السائق قد - يشكني اسفينا- و قلت " سيدي هاي البلد ماشية هيك, يا احنا بنرتاح يا اما الكبار برتاحو, و احنا تعودنا على البهدلة, هم مش متعودين , حرااام ! سيبهم يرتاحوا "

- " بعرضك اسكت سميت بدني يا رجل !! "

نزلت من التكسي , اعطيته الليرة و النص و مشيت في حال سبيلي.

حقا ؟؟ في ضوء التوجه العالمي لاستخدام الطاقة الخضراء نفعل شيئا كهذا ؟؟ عندما تم السماح بسيارات الهايبرد تنفست الصعداء , اخيرا سنتمكن من المحافظة على البيئة و التوفير في نفس الوقت , لكن لا ! كل خطوة الى الامام يجب ان تعقبها ثلاث خطوات للخلف ! بنرجع الضريبة, ونجعل من المستحيل على الشعب ان يعيش ! او على الاقل ان يتنفس هواءا نظيفا !!

ما نحن بحاجته هنا ليست سيارة هايبرد لتخلصنا من الهواء القذر ! نحن بحاجة لعالم "هايبرد" تخلصنا من الناس القذرة !!

Mo2a8at

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق