" وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ "
أحمد شوقي
و اندلعت الثورة في تونس ! أخيراً, نرى شعباً عربياً يرفع رأسه و يرفض حكم المخابرات و البوليس , أخيراً !!
لم اتخيل يوماً أني سأكتب هذه الكلمات, على الاقل ليس بهذا العمر ! شعب عربي ثار ! و انتصر ! و طرد الدكتاتور خارج اراضيه ! لا زلت اعتقد اني اشاهد احد الملاحم القرطاجية ! لكن من حرر الشعب هذه المرة ليست افيال هانبيال , بل نيران بو عزيزي .
فعاها التوانسة , الان - و لأول مرة - اكاد اموت توقاً الى القمة العربية التالية, عندما يقبل الرئيس التونسي الجديد, الحاكم العربي الشرعي الوحيد و يرفع رأسه بين " البقية" , أريد ان ارى النظرة التي سترتسم على وجوههم , لأنهم باتوا يدركون " انهم مش مطولين".
عندما اشعل بوعزيزي نفسه, لم يكن يدرك ان نيرانه ستأكل جدران قصر بن علي, و ربما قريبا جدران قصور اخرى "قولوا انشالله".
المشكلة انه في اغلب المزارع الشخصية للاقطاعيين العرب , فان الشعب لا يجد ما يكفي من الكاز كي يحرق نفسه و يعلن ثورة ! لأنه بكل بساطة هناك طرق ارخص للانتحار ! و هم يتبعونها يومياً, لكن كما يبدو فان الاقطاعيين الذين طالموا حكموا بالنار و الحديد قد كتب الله عليهم ان يشربوا من نفس الكأس, فتسقط عروشهم حرقا ً .
عندما سقط صدام فان احدا من هؤلاء لم يأرق ليله, لأن من أسقطه هي حبيبتهم و كبيرتهم , فلم يخف احد !
لكن عندما سقط بن علي ارتعبوا ! لأن من أسقطه هم الحكام الحقيقيون ! الشعب .
لذا بدأ الجميع يسارع لكي " يلحق حاله" بدأت الاصلاحات الوهمية تعم الارجاء ! بس انشالله ما يضحكوا عا حدا فيها !
تونس تزوجت الحرية , و المهر كان بو عزيزي و رفاقه.
تونس تزوجت الحرية, و عقبال عند العزابية !
Mo2a8at
جميل جداً ..
ردحذفلعلّ لوقع سقوط بن علي الجسيم على الأُمّة تداعيات أكبر من حجم الحدث نفسه .. كونه سُقوط نموذج ديكتاتور امتدت حُماه لتشمل المناطق المُجاورة التي ترتعد فرائص حكامها خوفاً من سخط شعبهم يوماً .. فها هي مصر تطمأن الشعب أن مخزون القمح لهذا العام كافي دون الحاجة لرفع الأسعار .. والامر ذاته ينطبق تماماً على سوريا والاردن.
خلاصة القول : ان ثورة التوانسة العظيمة هي انهيار لحاجز الخوف الذي زرعته الانظمة الديكاتورية ورعته بقبضتها الحديدية عشرات السنين أمام الاحباط والانفجار الشعبي الجماهيري الشُجاع.
استمرّ أبو الخِلّ .. انا وياك طلاب طب لكن بميول سياسية بحته لوووووووول